القائمة الرئيسية

الصفحات

عاجل


شاهدت دموعها تنهمر من عيناها.... وملامح الحزن والندم على وجهها...هي تحاول اخفاءها...لكن من هول المصيبة لم تفلح ...تتقبل التعازي...وتقول انه امر الله...هي امرأة تتعذب من اجل فلذة كبدتها...هي ام لخمسة بنات وصبي...خسرت احداهن...تحاول ان تقنع الجميع انها لا علم لها...لكن ملامح وجهها تدل العكس...روت وقالت ان ابنتها طلبت منها حضور حفل زفاف صديقتها تلك الليلة...فلم تمانع...هي فتاة ذو أربعة وعشرون ربيعا...قررت الرحيل...صعدت ومن معها قاربا مهترئا...اكل عليه الدهر وشرب...تجار المال لم يكترثون لحاله...انطلقوا...ابتعدوا عن اليابسة قرابة الساعة او اكثر بقليل...لسوء حظهم اعترضتهم عاصفة بحرية...عاثت في القارب فسادا...تسلقت الفتاة بخشبة من فتات القارب...تشبثت بالحياة...لكن الأمواج لم تترك سبيلها...استسلمت للقدر...وغابت تحت المياه...هذا ما حدثنا عنه احد الناجين ...نعود للام المسكينة...هي مطلقة...تعمل منظفة في احدى الإدارات...بناتها اصبحن صبايا...كثرت طلباتهم...لم تعد قادرة على تلبيتها...قست عليها الحياة...ربما هذا كافي بالنسبة اليها لتوافق او تدفع بابنتها لصعود قارب الموت...دون قصد طبعا...تروي احدى بناتها...ان اختها قررت الرحيل الى الضفة الأخرى من المتوسط...لتخرج أمها واخواتها من الاحتياج والبؤس...لكن القدر ابى ...الام تروي ان بناتها كبرن...يردن العيش مثل صديقاتهن...يلبسن احسن اللباس...ولكن من اين لنا...الظروف الصعبة دفعت بابنتي الى هذا المصير...هذه حالة من الالاف ...

انها مصيبة العصر. الاحتياج والخصاصة وقسوة الحياة تدفع بهم الرهان بحياتهم...هم يعرفون ويدركون جيدا ان الهلاك أقرب ولكن يراهنون...اليست النفس البشرية أصبحت عديمة القيمة عند صاحبها في هذا الزمان ... المصيبة أيضا فقدان القناعة والصبر على مصاعب الحياة في هذا العصر...ففي كثيرا من الأحيان...الوالد هو من يدفع بابنه او ابنته الى الهلاك دون قصد طبعا......والام تبيع مصوغها لتجمع ما يلزم فلذة كبدتها لركوب قوارب الموت... دون قصد طبعا... ولكن هذه الحقيقة...الست هذه مصيبة العصر. ماذا يوجد هناك...هل هم يعيشون في جنة...ألف سؤال وسؤال...ولكن لا يوجد جواب لما يحدث في هذا العصر...

الغريب ان نسبة البطالة عندنا مرتفعة...ولكن لا يوجد عاطلين... الخباز والتاجر والفلاح و... يبحثون ولكن لا يجدون من يعمل...بل يضطرون الى اغلاق محلاتهم أحيانا...اين الخلل...علينا البحث في الأسباب ...العلماء النفسانيون عليهم التدخل والبحث...كيف يمكن انقاذ الشباب...لا بل الكبار والصغار والنساء أيضا...ابحثوا قبل فوات الأوان...   

تعليقات